عقد حزبنا في الأيام من 3 إلى 6 تشرين الثاني 2022، مؤتمره الرابع عشر تحت شعار (الحرية، الديمقراطية، العدالة) في مدينة دهوك، بمشاركة 1061 عضواً.
ووفق البرنامج المقرر، استهل المؤتمره أعماله بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وأداء النشيد الوطني العراق ونشيد “أي رقيب”.
وفي البداية، ألقى الرئيس بارزاني خطاباً، أشار فيه إلى أن عقد المؤتمر تأخر بسبب الحرب على داعش وحماية وحدة أراضي كوردستان وجائحة كورونا، كما تطرق للحديث عموماً عن أوضاع إقليم كوردستان والعراق والمنطقة والعالم، وسلط الضوء بشكل خاص في كلمته على نقطتين تعدان محل فخر لسيادته خلال شغله منصب رئيس إقليم كوردستان، الأولى؛ هي إرسال قوات البيشمركة لدعم كوباني، والثانية؛ إجراء استفتاء استقلال كوردستان، وفي جانب آخر من الكلمة، شكر صمود قوات بيشمركة كوردستان في دفاعها البطولي خلال الحرب ضد داعش وحماية أراضي كوردستان، كما شكر شعب كوردستان على صمودهم ودعم البيشمركة والمؤسسات ذات الصلة في خوضها تلك الحرب.
وبعد ذلك، عُرض فلم وثائقي عن القادة الرفاق الذين رحلوا عن عالمنا في الفترة الفاصلة بين المؤتمر الـ13 والمؤتمر الـ14، ومن ثم جرى انتخاب هيئة رئاسة المؤتمر.
وفي الجلسة الأولى أيضاً، تمت إعادة انتخاب فخامة الرئيس بارزاني رئيساً للحزب الديمقراطي الكوردستاني بإجماع الأصوات، كما منح المؤتمر الثقة للنائبين الأول والثاني للرئيس.
أعقب ذلك، قراءة التقرير السياسي لمجلس قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، واستعرض التقرير بوضوح أسباب تأخر عقد المؤتمر وإلى جانب الأسباب التي أشار إليها الرئيس بارزاني أعلاه، كان الاستفتاء وخيانة 16 اكتوبر وتداعياتها سبباً لتأخر المؤتمر.
وحول أجزاء كوردستان الأخرى، لفت التقرير إلى دعم مطالبها المشروعة، وفي الوقت ذاته تمت مطالبة القوى السياسية في أجزاء كوردستان الثلاثة الأخرى بممارسة النضال المدني بشكل عصري، كما دُعيت دول الجوار الثلاث التي لدينا معها حدود جغرافية، وعمق تاريخي، وتفاهمات دبلوماسية ومصالح مشتركة اقتصادية وتجارية وثقافية واجتماعية، إلى أن تسعى بشكل عملي إلى إيجاد حل سياسي للقضية الكوردية، بما يصب في إرساء السلام والاستقرار وإعمار المنطقة عموماً، وعلى صعيد العراق، ورد أن حزبنا يعمل من خلال البرلمان والحكومة العراقية الاتحادية على تشريع وتفعيل وتطبيق مجموعة من القوانين المهمة والأساسية للدعم النظام الفيدرالي والديمقراطي في العراق، وكما جاء في الدستور العراقي الاتحادي.
وبعد ذلك، فتحت هيئة رئاسة المؤتمر، الباب أمام تشكيل اللجان لأعضاء المؤتمر، حيث تمت الموافقة على تشكيل أربع لجان من قبل المؤتمر، وهي كل من (لجنة النظام الداخلي، لجنة البرنامج، لجنة التقرير السياسي، لجنة الشكاوى والمقترحات).
وفي الجلسة الثانية التي عقدت في نفس اليوم، أجرت اللجان مباحثات مكثفة ودقيقة حول التقارير وتم إثراؤها بملاحظات أعضاء المؤتمر، وفي الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر، عرضت التقارير على التصويت بعد قراءتها، وتمت المصادقة عليها من قبل المؤتمر.
المواطنون الأعزاء..
الرفاق المناضلون..
رأى المؤتمر أنه من الضروري في هذه المرحلة إجراء مراجعة دقيقة للنظام الداخلي من ناحية الهيكلية والتنظيم والعلاقات بين تنظيميات الحزب، بما يتناسب مع واقع اليوم للعمل الحزبي، وفي جانب آخر وضمن النظام الداخلي، جرى تغيير اسم مجلس القيادة إلى اللجنة المركزية، كما شملت التغييرات جزءاً من هيكلية الحزب وتم تغيير اسم مجلس قيادة المحافظة إلى (المكتب التنظيمي للمحافظة)، كما تقرر تأسيس المجلس الأعلى للمناضلين، كما كان رفع نسبة مشاركة المرأة في اللجنة المركزية بما لا يقل عن 15% أحد تغييرات النظام الداخلي.
وفي اليوم الثاني للمؤتمر، اقترح الرئيس بارزاني أسماء 10 من الرفاق أمام المؤتمر، وتم انتخاب الرفاق العشرة أعضاءً في اللجنة المركزية بالتصويت المباشر.
ومن ثم، فتح المؤتمر باب الترشح لعضوية اللجنة المركزية حيث ترشح 129 رفيقاً على مقاعد عضوية اللجنة المركزية الـ41 والمقاعد الـ9 الاحتياط، وفي اليومين الثالث والرابع، جرت عملية انتخاب أعضاء اللجنة المركزية وعد وفرز وقراءة الأصوات من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق و9 قضاة في إقليم كوردستان.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر صادق على مجموعة من المبادئ والاستراتيجيات للحزب الديمقراطي في العديد من المجالات، وتتمثل أهمها في العمل من أجل تعزيز النظام البرلماني وجعل نظام الحكم ديمقراطياً استناداً إلى المبادئ التالية: الشعب هو مصدر السلطة، والفصل والتوازن بين السلطات، استقلالية وفاعلية المؤسسات، سيادة القانون وحماية الحقوق والحريات وحقوق المرأة، إضافة إلى احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترام مبدأ الشفافية والمحاسبة والجزاء والعقاب في منظومة الحكم بالإقليم والعراق، وفي جانب آخر تم التأكيد على الحاجة لترسيخ نموذج للحكم الرشيد والاستجابة لتقديم أفضل الخدمات العامة لشعب إقليم كوردستان.
وعلى المستويين الإنساني والاجتماعي، يعمل حزبنا على التنمية الثقافية بما ينعكس بشكل حقيقي على المجتمع الكوردستاني ويجسد التعدد الثقافي والديني وقبول الآخر واحترام الاختلافات، وذلك من أجل رفع المستوى الفكري والتوعوي والوطني للكوردستانيين.
وفيما يتعلق بكوردستان، شدد المؤتمر على وحدة الصف والعلاقات الودية مع جميع الأطراف، عاداً فتح صفحة جديدة للعلاقات ومعالجة الخلافات والمشكلات من خلال الحوار والتفاهم أمراً مهماً.
وعلى الصعيد العراقي أيضاً، أكد المؤتمر على تسوية الخلافات العالقة والتي لم تُعالج وتنفيذ الاتفاق السياسي على تشكيل الحكومة المبرم مع الأطراف السياسية العراقية.
المواطنون الأعزاء
الرفاق المناضلون..
إن الحزب الديمقراطي الكوردستاني يعدُّ نجاح مؤتمره، نجاحاً لإرادة ومصالح شعب كوردستان، لأن الحزب كان دائماً وسيبقى المُحرِك للنضال والكفاح الجماهيري لشعبنا من أجل تحقيق الحقوق القومية المشروعة للكورد وشعب كوردستان، لذا فإن حزبنا يهنئ شعب كوردستان والرفاق المناضلين ويجدد العهد كما هو دائماً بحماية مكتسبات الشعب واستحصال الحقوق والحفاظ على الاستحقاقات الدستورية والوطنية والقومية امتداداً لنهج البارزاني الخالد.
كما خوَّل المؤتمر بالإجماع، فخامة الرئيس بارزاني تحديد رفيق من الكورد الإزيديين لعضوية اللجنة المركزية لحزبنا.
نبارك نجاح المؤتمر الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني.
السلام على أرواح كل شهداء الكورد وكوردستان الأبرار وقائدهم البارزاني الخالد وكاك إدريس الخالد دائماً.
عاش الكورد.. عاشت كوردستان
الحزب الديمقراطي الكوردستاني
6/11/2022