قدّم رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدرالعبادي، خلال برنامج (الجانب الآخر) الذي يعرض على قناة الجزيرة، وكعادته، جملة تفسيرات مليئة بالحقد والبغض وبعيدة كل البعد عن الحقيقة، ما يبعث على استغراب كبير، ونحن على يقين بأنه هو نفسه لا يصدق ما قاله، لذا ورداً على مجانبته للحقيقة نقول: ان الاستفتاء حق طبيعي ودستوري لشعب كوردستان وما انجزه هذا الشعب كان دستورياً وقانونياً وبشكل سلمي جداً. ان عملية الاستفتاء لم تكن عملية من دون أسباب بل كانت نتيجة السياسات الطائفية والانتهاكات وعدم تطبيق الدستور واخطاء حكام العراق ومنهم العبادي نفسه. فهم لم يتركوا أي قيمة لا للدستور ولا للشراكة، وانتهجوا سبيل الاستفراد والطائفية والشوفينية وانتهكوا الدستور، حتى انهم قد لجَأوا الى قطع قوت شعب كوردستان.
لقد كان الكورد مؤمنون بالدستور والعراق والشراكة وبذلوا الكثير من اجل ذلك، لكن في مقابل ذلك، كان حكام العراق في خدمة الاجندات الخارجية والطائفية ولم يؤمنوا بالعراق والدستور والشراكة والتعامل بالمساواة مع جميع المكونات. وكما جاء في ديباجة الدستور العراقي ان الالتزام بالدستور شرط لبقاء العراق موحداً، وليرد علينا العبادي لماذا لم يلتزموا بالدستور؟ لماذا انتهكوا مبادئ الشراكة والتوازن والتوافق؟ لماذا لم ردوا على المطالب المشروعة لشعب كوردستان بالسلاح وتحريك القوات؟ ان العبادي وعن طريق استخدام الجيش وتحريك القوات لحسم الخلافات السياسية انتهك الدستور بشكل علني كما انه انتهك سيادة العراق كذلك بجلبه قوات اجنبية والخضوع لأجندات إقليمية ضد شعب كوردستان. لذا فأنه يجب ان يكون العبادي اخر شخص يتحدث عن سيادة العراق والقانون والدستور.
وردا على هجوم الجيش والميليشيات على كركوك وإقليم كوردستان، فالجميع يعلم جيداً انهم تمكنوا من احتلال كركوك بسبب خيانة 16 أكتوبر فقط، واذا كان هدف وغرض العبادي من تحريك القوات، كما هو يقول، هو فقط لتمركزهم في معسكرK1، لماذا لا يقول لنا ماذا كانت تفعل قواتهم في پردي وسحيلة؟ لماذا لا يخبرنا لماذا تحطمت دباباتهم الأبرامز في پردي؟ ان الحقيقة هي ان هدف العبادي والشوفينيين الاخرين كان احتلال كل كوردستان، لكن قوات البيشمركة لقنتهم درساً لن ينسوه ابداً في پردي وسحيلة.
ان التاريخ مليء بهذه النماذج الذين لجَأوا لاستخدام القوة والظلم ضد شعب كوردستان لكن في النتيجة ارسلوا الى مزبلة التاريخ على يد البيشمركة وصمود شعب كوردستان.
لذا نقول للعبادي ومن على شاكلته، كفى، كفى، وخذوا العبرة من التاريخ.