قال رئيس حكومة إقليم كوردستان في بيان له اليوم بذكرى أنفال البارزانيين “نجدد الإصرار على تعويض عوائل الإبادة الجماعية وحملات الأنفال تعويضاً مستحقاً على الحكومة الاتحادية الإيفاء بما نص عليه الدستور، بعد أن تجاهلته بكل أسف سنوات طويلة، وما زالت، مثل كثير من المواد الدستورية، إلّا أنه لا يمكن بعد الآن التغاضي عن مسألة تعويض ضحايا النظام السابق.
وفيما يلي نص البيان :
نستذكر اليوم واحدة من أفظع جرائم النظام العراقي السابق التي لا يمكن نسيان أحداثها، عندما أقدم على ارتكاب جريمة قتل جماعي وإبادة يندى لها الجبين بحق ما يربو على ثمانية آلاف إنسان بريء من البارزانيين. وبينما نحيي ذكرى ضحايا هذه الجريمة الكبرى، يخيم علينا مزيد من الحزن هذا العام تزامناً مع إعادة رفات مئة آخرين من البارزانيين، من صحاري جنوب العراق إلى كوردستان ليواروا الثرى إلى حيث مثواهم في منطقة بارزان.
لقد مثلت منطقة بارزان، على ما يزيد عن قرن من الزمن، مرتكزاً للروح القومية الكوردية، وللثورة والانتفاضة، ضد القمع والطغيان والاحتلال، فكانت ملاذاً للتسامح والأمان لكل من لاذ بها ضد الاستبداد والظلم. ومثل سائر مناطق كوردستان، واجهت هذه المنطقة على الدوام، اعتداءات عسكرية همجية نكراء أحرقت الأخضر واليابس، ما بين تدمير وقصف واستخدام للأسلحة المحرمة.
إن إبادة البارزانيين جزء من سلسلة الجرائم السافرة التي اُقترفت بحق هذه المنطقة وعموم مناطق كوردستان، مما شكّل بداية لارتكاب حملات الأنفال والهجمات الكيميائية على كوردستان.
واستذكاراً لهذه المذبحة البشرية، نحيي بإجلال وإكبار ذكرى الشهداء البارزانيين المؤنفلين وشهداء كوردستان قاطبة، إذ أن إحياء ذكرى الإبادة الجماعية بحق البارزانيين إنما هو استذكار وتخليد لكل مؤنفلي كوردستان وشهدائها في كرميان وبادينان وباليسان وشيخ وسانان والكورد الفيليين وسنجار.
ولا يسعنا هنا إلا أن نستذكر ببالغ التقدير والعرفان، تضحيات الأمهات الرؤوفات الرحيمات وصمودهن، بعد أن تحملن بكل فخر وشموخ مشقات الحياة وعواقب هذه الإبادة الكارثية، كذلك نتوجه بخالص الشكر إلى أهالي أربيل وباقي مناطق كوردستان على ما أبدوه في تلك الفاجعة من شجاعة ومساندة وإخلاص وتضامن مع عوائل المؤنفلين.
وبهذه المناسبة، نجدد الإصرار على تعويض عوائل الإبادة الجماعية وحملات الأنفال تعويضاً مستحقاً على الحكومة الاتحادية الإيفاء بما نص عليه الدستور، بعد أن تجاهلته بكل أسف سنوات طويلة، وما زالت، مثل كثير من المواد الدستورية، إلّا أنه لا يمكن بعد الآن التغاضي عن مسألة تعويض ضحايا النظام السابق.
ويتحتم على شعب كوردستان أن يتذكر باستمرار تلك الجرائم التي اُرتُكبت ضده، وألّا يضحي مطلقاً بحريته وتجربته في حكم نفسه بنفسه، تحت أي حجج أو ذرائع.
في ذكرى إبادة البارزانيين، سلامٌ على الأرواح الطاهرة لجميع الشهداء والمؤنفلين الكوردستانيين
ستظلون في وجداننا دائماً ونستذكركم بعِز وإباء
مسرور بارزاني
رئيس حكومة إقليم كوردستان
31 تموز (يوليو) 2021